توصية صادرة عن المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي
يوم 12 شتنبر من سنة 1998، تعرض خمسة من الشباب الكوبيين للاعتقال في الولايات المتحدة. كانوا قد اخترقوا عصابات المافيا الكوبية - الأمريكية اليمينية المتطرفة، المتواجدة بميامي (التي تعتبر قاعدة انطلاق الأنشطة الإرهابية ضد كوبا)، في ظل تواطأ تام وحصانة مطلقة من جانب السلطات الأمريكية.
لم تتوقف حملة الإرهاب ضد الثورة الكوبية طيلة الخمسين سنة من وجودها. وقد تضمنت عمليات تخريب واغتيالات وتفجيرات إضافة إلى الهجوم الإرهابي الإجرامي على طائرة كوبية في باربادوس، حيث قتل 73 شخصا. يقضي المجرمان المسئولان عن هذا العمل الوحشي: أورلاندو بوش ولويس بوسادا كاريليس، أوقاتهما في رفاهية بفلوريدا، دون أي تدخل من جانب النظام القضائي الأمريكي.
وعلى النقيض من ذلك فإن الرفاق الكوبيين الخمسة: خيراردو هيرنانديث، أنطونيو غيريرو، رامون لابانيينو، فرناندو غونثالث وريني غونثالث، الذين ساعدت نشاطاتهم على تلافي حدوث هجمات إرهابية وحمت أرواح الأبرياء، تعرضوا لأحكام قاسية بالسجن في أعقاب محاكمة ظالمة، لم يتم خلالها تقديم أي دليل حقيقي ضدهم. وقد كانت هيئة المحلفين التي أدانتهم مكونة من أناس واضحي العداء لكوبا.
يوم الرابع من يونيو 2007، وبعد جلسات استماع ماراطونية وبعد 22 شهرا من الانتظار، قامت لجنة قضاة مشكلة من ثلاثة حكام، بمحكمة الاستئناف بالدائرة 11 في أطلنطا، برمي جميع البراهين التي قدموها في مرافعاتهم جانبا وصرحت انه "ليس لديهم أي استحقاق". وأيدت الاتهامات ضد المقاتلين الكوبيين الخمسة، وكذا عقوبتي السجن؛ عقوبة ريني غونثالث (15 سنة) وخيراردو هيرنانديث (حكمان اثنان بالسجن 15 سنة).
في الوقت نفسه أبطلت ثلاثة من الأحكام ضد رامون لابانيينو (المؤبد زائد 18 سنة)، أنطونيو غيريرو (المؤبد زائد 10 سنوات) وفيرناندو غونثالث (19 سنة) وأعادتهم إلى محكمة ميامي من أجل عرضهم على نفس القاضي، خوان لينارد، الذي حكم بالمدد الطويلة، التي تعتبرها المحكمة العليا الآن أحكاما جائرة.
لقد قضى هؤلاء الرفاق الخمسة حوالي عشرة سنوات طويلة من السجن القاسي والظالم. لقد تعرضوا لعقوبات غير إنسانية، وحرموا من الزيارات المنتظمة من جانب عائلاتهم (إثنان منهما محرومان من زيارة زوجتيهما لهما). السبب الوحيد لرميهم وراء القضبان هو كونهم كوبيون يكافحون ضد المجموعات الإرهابية المتمركزة جنوب فلوريدا بحماية من السلطات الأمريكية.
يجب أن تتم المزاوجة بين النضال من أجل إطلاق سراح الخمسة، إضافة إلى دعم العمل الذي كانوا يقومون به، وبين توضيح وفضح الآلة الإرهابية للمافيا الكوبية- الأمريكية. إن هؤلاء الرجعيين مسئولين عن الآلام والمعاناة التي أحس بها آلاف الكوبيين الذين قتل أفراد عائلاتهم وأحبابهم أو أعطبو على يد هؤلاء الإرهابيين. يجب علينا أيضا أن ندين الحماية والتشجيع الذي تلقوه من جانب جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة (الجمهورية منها والديمقراطية). من الضروري أن ندين بشدة نفاق الإمبريالية الأمريكية فيما يخص ’حربها على الإرهاب‘. نعلم أنه من غير الممكن الثقة في العدالة البرجوازية، التي تكون حقودة عندما يتعلق الأمر بإدانة مقاتلين ثوريين. هذا هو السبب الذي يجعل التضامن الأممي ضروريا جدا، إذ وحدها تعبئة الطبقة العاملة والشباب حول العالم من بإمكانها أن تفرض إطلاق سراح هؤلاء الرفاق المعتقلين ظلما.
التيار الماركسي الأممي يعتبر أن هؤلاء الرفاق يتواجدون في الخطوط الأمامية، في طليعة المناضلين من أجل الاشتراكية العالمية. لقد كانوا يناضلون ضد الهجمات الرجعية التي يقوم بها اليمين المتطرف ضد الثورة الكوبية، التي تقف كمنارة أمل لعمال ولمضطهَدي العالم. ومن ثم فإن النضال من أجل فرض إطلاق سراحهم ليست مهمة الشعب الكوبي وحده، بل هي مهمة جميع من يؤمنون بالمستقبل الاشتراكي للإنسانية.
Source: Marxy.com