يوم الاحد الماضي خرج 150 الف متظاهر- اكثر من 5% من العدد الاجمالي للسكان و 15% من المواطنين الكويتيين- الي شوارع مدينه الكويت، عاصمة الدولة الخليجية الصغيرة التي تحمل نفس الاسم. الاحتجاج، والذي كان الاضخم بتاريخ الكويت، كان ضد التغيرات التي ادخلت على القانون الانتخابي والذي تطلق عليه المعارضة انقلاب علي الدستور. أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الاحمد الصباح، قام بحل مجلس الأمة ستة مرات متتاليه منذ 2006 وأخر مرة كانت في العشرون من حزيران من هذه السنة.
خلال العام الماضي تعرض امير دولة الكويت الي ضغوط متزايدة من الشارع. ففي ايلول الماضي، بعد تظاهره حاشدة من 50 الف متظاهر اجبر الامير علي إقصاء رئيس مجلس الوزراء من منصبه، فقد كان رئيس مجلس الوزراء مشارك رئيسي بفضيحة رشوة 16 من أعضاء البرلمان ال 50 من اجل كسب تأييدهم لسياسات الحكومة.
أدت هذه القضية والاضطرابات التي تلتها الي حل البرلمان من قبل الامير في ال 20 من حزيران 2011 – وهي الخطوة التي تمت بشكل رسمي بتاريخ 7 من تشرين الاول 2012 بعد قرار المحكمة الدستورية بعدم قانونية الإجراءات المتخذة في حزيران، وبعد انتخابات شباط التي ادت الى فوز برلمان مكون من اغلبيه معارضة بعد حل الاول. في 19 من تشرين الاول اصدر الامير قانون ضرورة بتغير النظام الانتخابي للتقليل من فرص المعارضة بالفوز بأغلبيه المقاعد البرلمانية.
مظاهرة يوم الأحد الماضي، التي أطلق عليها اسم "مسيرة كرامة وطن" كانت موجهه ضد هذه التدابير غير الديمقراطية. قوبلت المسيرة التي كانت تهتف "لن نسمح لك" بقوات أمن وزارة الداخلية والحرس الوطني اللتان كانتا مصممتان على فرض حظر التجمعات. هجمت هذه القوات الامنية علي المتظاهرين بالهراوات والقنابل الصوتية والدخانية والغاز المسيل للدموع وقامت باعتقال العشرات وجرح المئات. من بين هؤلاء يساريون كانوا يلعبون دوراً قياديا في الحركة. تلقينا الرسائل التالية من مراسلنا الذي هو على علاقة ببعض القياديين بالحركة.
في العشرون من تشرين الاول، كتب مراسلنا:
"للتو قام امير دولة الكويت بإلقاء خطاب اعلن فيه عن عزمه اعادة تقسيم الدوائر الانتخابية. جاء ذلك بعد نزاع طويل مع البرلمان المنحل المكون في معظمه من جماعات مناهضة للنظام وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكويت الحديث. وكردة فعل اعلنت الجماعات المعارضة عن عزمها مقاطعة الانتخابات المقبلة والخروج بمسيرة حاشده ضد هذا القانون يوم الاحد القادم"
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين:
"للتو قمت بالاتصال بالرفاق بالكويت! قالوا ان المسيرة كانت ناجحة بعد ان شارك فيها 150 الف شخص. استخدمت القوات الامنية القوه لتفريق المتظاهرين. اصيب عدد من الرفاق واعتقل اخرون. وهم يطلبون بتضامن الحركات اليسارية من كل الدول".
الاحداث الحالية بالكويت تؤكد ما يقوله الماركسيون منذ سنوات، أن جميع الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط معلقة بخيط رفيع. تحت السطح هناك تيار قوي يتجمع سوف يغير دوله بعد آخري. نعرب عن دعمنا وتضامننا الكاملين مع المناضلين في شوارع الكويت ونحث جميع القراء على تقديم الدعم لهم في نضالهم ضد الاستبداد والديكتاتورية.