شهدت الحركة الثورية طيلة تلك السنة تصاعدا متواصلا. امتد مزاج الثورة إلى القوات المسلحة، حيث اندلعت تمردات في أسطول بحر البلطيق، إذ تأثر البحارة، ومعظمهم من أصول بروليتارية، بالمزاج السائد بين العمال في سان بيترسبورغ القريبة. ألقي القبض على 500 بحار في أسطول بحر البلطيق وأرسلوا للمحاكمة العسكرية. في 26 أكتوبر، دعا بلاشفة بيترسبورغ إلى تنظيم إضراب احتجاجا على قمع البحارة. بعد ذلك انتشرت موجة الاحتجاجات إلى موسكو وريغا وريفال ونيكولاييف ونيجني نوفغورود وبيرديانسك، وغيرها من المراكز العمالية، الشيء الذي كان استباقا للوحدة المستقبلية للعمال والجنود في عام 1917.
بعد سنوات طويلة محبطة من العزلة، بدأ الحزب الآن في النمو السريع. وبحلول أوائل عام 1913، كان لدى البلاشفة 22 خلية عمالية في موسكو. كان للنهوض الجديد تأثير إيجابي على المعنويات والنمو في كل مكان. بعد أن تحرر البلاشفة من التأثير السلبي والمدمر للتصفويين والصراعات الداخلية التي لا نهاية لها، تقدموا بخطوات عملاقة تحت رايتهم الخاصة. هذه المرة تخلف المناشفة عن الركب. ومع ذلك، فإن الظروف المتغيرة بسرعة فرضت الحاجة إلى إجراء تحويل سريع في أساليب الحزب وتعزيز الهياكل التنظيمية بشكل عاجل. كان لدى الليبراليين البرجوازيين القدرة على نشر صحف ذات "شعبية" مثل: "Sovremennik" (المعاصر) التي، وبسبب عدم وجود بديل، كان العمال يقرؤونها على نطاق واسع. تطلب النضال ضد التأثير البرجوازي في الجماهير إصدار جريدة بلشفية يومية. تمكنت الصحيفة البلشفية زفيزدا من الوصول إلى أقلية من العمال المتقدمين، لكنها كانت غير كافية تماما في ظل الوضع المتغير. وافق كونفرانس براغ على إصدار صحيفة يومية باسم رابوتشايا غازيتا. وفي ربيع عام 1912 بدأت الاستعدادات للإصدار الجديد، فتم تشكيل فريق مكون من ن. ن باتورين وم. س. أوليمسكي ون. ج. بوليتاييف، إضافة إلى عضوي اللجنة المركزية أوردزونيكيدزه وستالين.
في الوقت نفسه، كان التصفويون يتحدثون عن إصدار صحيفة يومية وبدأوا في جمع المساهمات المالية، لكن بدون نجاح. في أواخر مارس صارت زفيزدا تتمتع بدعم 108 من الخلايا العمالية في بيترسبورغ، بينما لم تحصل جريدة المناشفة سوى على سبع خلايا! بحلول أبريل، بعد أحداث لينا، كانت النسبة هي 227 خلية مقابل ثمان. وبحلول أواخر أبريل، تمكن البلاشفة من جمع ما يكفي من المال لإصدار الصحيفة، التي أطلقوا عليها الاسم الشهير: برافدا، الشيء الذي كان يعني، في الواقع، الاستيلاء على اسم صحيفة تروتسكي، وهي الخطوة التي زادت في تسميم العلاقات بين البلاشفة وتروتسكي، الذي كتب، في لحظة غضب، هجوما لاذعا على لينين في رسالة خاصة، غير مخصصة للنشر، تم نشرها لاحقا واستعملت بطريقة خبيثة من قبل الستالينيين لتشويه سمعة تروتسكي.
حققت برافدا الجديدة نجاحا فوريا، حيث صدر من العدد الأول 60.000 نسخة. كان ذلك سلاحا لا يقدر بثمن في وسط موجة الإضربات الهائلة. كانت برافدا جريدة عمالية حقيقية لها علاقات في كل مصنع. كان العمال المراسلون يكتبون إليها في كل قضية، حيث يناقشون كل جانب من جوانب حياة الطبقة العاملة. في السنة الأولى تم التوصل بحوالي 5000 رسالة من العمال. من بين الأعمدة الثابتة كان هناك عمود "إضرابات في بيترسبورغ" و"إضرابات في الأقاليم". كانت برافدا أكثر من مجرد جريدة، كانت منظِّما حقيقيا. تضمنت صفحاتها ليس فقط الكثير من المعلومات حول الحركة العمالية، بل أيضا التوجيهات والشعارات، والعديد من الرسائل حول حياة وظروف العمال كانت تكتب بأقلام العمال أنفسهم. لم تكن مجرد جريدة "للعمال"، بل كانت جريدة عمالية حقيقية، جريدة يمكنهم أن يجدوا أنفسهم فيها. لكن برافدا لم تقتصر على وصف الوقائع، بل تضمنت أيضا النظرية باعتبارها وسيلة ضرورية لرفع وعي قرائها إلى مستوى المهام التي يتطلبها التاريخ. وقد تضمنت بشكل منتظم مقالات لينين، التي قدمت التعميمات النظرية والشروحات اللازمة، بالإضافة إلى الجدل ضد التيارات الأخرى، مع التركيز بشكل خاص على فضح التصفويين.
أولى لينين اهتماما كبيرا لبرافدا، وكتب عددا كبيرا من المقالات لها، فمن بين 75 عددا ظهر في الفترة ما بين مارس وماي من عام 1913، احتوى 41 عددا على واحدة على الأقل من مقالات لينين. كما حاول إشراك بليخانوف وغوركي وغيرهما من المفكرين في برافدا، على الرغم من أن بليخانوف كان قد بدأ بالفعل في الابتعاد. لم تقتصر مشاركة لينين على كتابة المقالات، إذ شارك بنشاط كذلك في قراءة وتصحيح المقالات ودراسة التقارير والمراسلات من أجل الحصول على فكرة أكثر دقة عما يجري في المصانع، وكان يتتبع أرقام التوزيع، ويحلل نتائج حملات جمع المال. لم يكن هذا الاهتمام الشديد عرضيا على الإطلاق، فقد أدرك لينين الدور الرئيسي للجريدة باعتبارها منظما جماعيا. إذ بقدر ما يكون هناك تنظيم جاد، قادر على اختراق كل مصنع وإنشاء شبكة من المراسلين العماليين وجمع الأموال من العمال وإرسال تقارير منتظمة، إلى جانب الكثير جدا من المهام الأخرى التي تتطلبها الصحافة العمالية، بقدر ما يتم بالفعل وضع الأساس والإطار لإنجاز مهام أكبر بكثير.
لم تفلت الصحيفة الجديدة من انتباه السلطات. كان على برافدا أن تتعامل مع الرقابة والعقوبات وغارات الشرطة. قامت الشرطة بمصادرة حوالي 17% من جميع الأعداد التي صدرت في عام 1912، وارتفعت النسبة إلى 40% ما بين ماي ويونيو 1913 وبحلول يوليوز - شتنبر صار الرقم 80%! في محاولة من البلاشفة لخداع السلطات عملوا على تغيير اسمها بشكل متكرر، حيث صدرت الصحيفة باسم رابوتشايا برافدا (الحقيقة العمالية) وبرافدا ترودا (حقيقة العمال) وسيفرنايا برافدا (الحقيقة الشمالية) وهكذا. في كل مرة كانت السلطات تفرض حظرا جديدا، وفي كل مرة كانت تظهر بعنوان جديد. هكذا استمرت لعبة القط والفأر. وبصرف النظر عن المشاكل القانونية، كان هناك كفاح دائم للحفاظ على استمرار الدعم المالي للجريدة. كانت هناك جهود متواصلة لجمع المال، فعلى عكس المناشفة الذين كانوا يحصلون على معظم تمويلهم من المتعاطفين الأثرياء، كان البلاشفة فخورين بحقيقة أنهم يجمعون معظم أموالهم اعتمادا على المبالغ الصغيرة التي يجمعها العمال أنفسهم، إذ على المدى البعيد، هذه هي القاعدة الوحيدة الحقيقية بالفعل لتمويل الحزب الثوري. في عام 1912 كانت هناك 620 مجموعة من العمال تنظم عمليات جمع المساهمات للجريدة، وبحلول عام 1913، وصل العدد إلى 2181 مجموعة. لقد استمرت برافدا بشكل رئيسي بفضل "كوبيكات العمال".
لم يكن يمكن لا للاضطهاد ولا لنقص الأموال أن يوقف تقدم الجريدة العمالية. ارتفع تأثير برافدا بسرعة فائقة. كان عشرات الآلاف من العمال يقرأون الصحيفة، غالبا في مجموعات، ويمررون النسخ من ورشة عمل إلى أخرى. تمكنت برافدا من صقل فئة واسعة من العمال غير الحزبيين ولفِّهم حول الحزب، موسعة بشكل كبير تأثيره ومحيطه. أعطيت لمنظمات الحزب المحلية أهداف لجمع الأموال لدعم برافدا. وبهذه الطريقة، بدأت الصحيفة تحتل مكانا مركزيا في بناء الحزب، باعتبارها منظما جماعيا. بحلول أوائل عام 1913، تمكنت الصحيفة ليس فقط من زيادة حجمها، بل رفعت أيضا من عدد النسخ التي تصدرها. بدأت العام بتداول 23.000 نسخة، وبحلول منتصف شهر مارس ارتفع العدد إلى ما بين 30.000 و32.000، ثم 40.000 و42.000 في أيام الأحد. بحلول فصل الصيف وصل عدد المشتركين الأفراد والجماعيين إلى 5501 مشترك! كان ذلك يعني تلقائيا زيادة في عضوية الحزب، التي ارتفعت إلى ما بين 30.000 و50.000 بحلول شتنبر 1913. تم إنشاء مجموعات المؤيدين في جميع أنحاء البلاد، حتى في طشقند البعيدة في آسيا الوسطى. وفي نهاية المطاف بدأت برافدا تخترق حتى القرى.
لكن على الرغم من النجاح الباهر الذي حققته برافدا، فإن العلاقات بين لينين وهيئة تحرير الصحيفة كانت بعيدة عن أن تكون جيدة، حيث لم يوافق قسم من هيئة التحرير على هجمات لينين على التصفويين. عارض كل من ستالين، وس. س دانيلوف، ون.ن ليبيديف، وف. م. مولوتوف، وس. م ناخيمسون، وم. س. أولمينسكي، كلهم استخدام الجريدة لخوض الصراع بين الفصائل. يكشف هذا التفصيل الانعدام الكامل للفهم من جانب المتعاونين مع لينين، حتى في تلك المرحلة المتأخرة. وقد حاول لينين أن "يشرح بصبر" حقائق الحياة للمتعاونين معه. كتب قائلا:
«إنه لأمر ضار ومدمر وسخيف إخفاء الاختلافات عن العمال (كما تفعل برافدا)... إذا بقيت صامتا، فقد امتنعت عن اتخاذ موقف. والجريدة التي تمتنع عن اتخاذ موقف تهلك».[1]
كانت علاقة لينين المتوترة مع الزعماء البلاشفة الآخرين مرتبطة بشكل مباشر بمسألة التكتيكات في مجلس الدوما. في أوائل عام 1912 نشر محررو زفيزدا مقالا للتوفيقي البلشفي، م. إ. فرومكين، الذي طالب بتبني برنامج انتخابي اشتراكي ديمقراطي موحد ودافع علانية عن شعارات المناشفة الانتخابية.[2] كان الصراع حادا لدرجة أن هيئة تحرير برافدا، التي كان ستالين عضوا فيها في ذلك الوقت، رفضت بشكل قاطع نشر ولو مقال واحد من لينين أو زينوفييف حول مسائل الاستراتيجية الانتخابية. تسبب ذلك في اندلاع مواجهة حادة. حتى القراءة السطحية لمراسلات لينين مع برافدا في ذلك الوقت تظهر أنه كانت هناك معركة بينه وبين المحررين. تتذكر كروبسكايا ذلك قائلة:
«في بعض الأحيان -لكن ليس دائما- كانت مقالات إيليتش تضيع. وفي أحيان أخرى كان يتم إخفاؤها ونشرها بعد بعض التأخير. كان إيليتش يعبر عن قلقه، وكتب رسائل غاضبة إلى برافدا ، لكن ذلك لم يساعد كثيرا».[3]
خلال الحملة الانتخابية لمجلس الدوما الرابع، في عام 1912 ، كتب لينين إلى هيئة تحرير برافدا قائلا:
«تتصرف برافدا الآن ، في خضم الحملة الانتخابية، مثل خادمة عجوز نائمة. برافدا لا تعرف كيف تقاتل، إنها لا تهاجم، إنها لا تنتقد لا الكاديت ولا التصفويين».
وفي وقت ما من شهر أكتوبر، كتب إلى هيئة التحرير بلغة تظهر استيائه الشديد من فشل برافدا في فضح التصفويين:
«إن الموقع أدناه، الذي هو مساهم سياسي دائم في برافدا ونيفسكايا زفيزدا، يعتبر أن من واجبه التعبير عن احتجاجه على سلوك الزملاء المسؤولين عن هاتين الصحيفتين في هذا الوقت الحرج.
إن الانتخابات في سان بيترسبورغ، سواء في المنطقة العمالية أو في المنطقة الحضرية الثانية، هي لحظة حرجة، لحظة لتجسيد نتائج خمس سنوات من العمل، إنها، في كثير من النواحي، لحظة لتحديد اتجاه العمل للسنوات الخمس القادمة.
في مثل هذه اللحظة، يجب على الجهاز القيادي الديمقراطي للطبقة العاملة اتباع سياسة واضحة وثابتة ومحددة بدقة. لكن برافدا، التي هي في كثير من النواحي تمثل بالفعل الجهاز القيادي، لا تقوم بمثل هذه السياسة».
ويواصل قائلا:
«وقد اعترفت برافدا نفسها بأن هناك خطان رسميان واضحان، ومنصتان، وإرادتان جماعيتان (خط غشت أو التصفويون، وخط يناير). ومع ذلك فإن برافدا تختلق الرأي القائل بأنها تتبنى خطا ثالثا "خاصا بها" ، اخترعه بالأمس فقط شخص ما ويتمثل (كما علمنا من سان بيترسبورغ عبر قنوات أخرى، بما أن هيئة التحرير في برافدا رفضت بعناد إعطاءنا الرد) في السماح للتصفويين بأن يكونوا من بين المرشحين الثلاثة، أو تسليمهم المنطقة الحضرية الثانية بأكملها "مقابل المنطقة العمالية". إذا كانت هذه الشائعات غير صحيحة فبرافدا هي من يتحمل المسئولية الكاملة عنها، لأنه يجب ألا تزرع بين الماركسيين هذا النوع من الشكوك...
في هذه اللحظة الحاسمة، يتم إغلاق نيفسكايا زفيزدا، دون ولو رسالة أو تفسير، ويتم منع تبادل الرأي بشكل كلي، ويترك المساهمون السياسيون في الظلام، لا يعرفون من الذي يساعدونه في الانتخابات. ألن يكون أحد التصفويين؟ أنا مضطر للاحتجاج بشدة على هذا، ورفض أي مسؤولية عن هذا الوضع الشاذ، الذي يحبل بصراعات حامية».[4]
وفي النهاية عيل صبر لينين، فكتب قائلا:
«تلقينا رسالة غبية ووقحة من هيئة التحرير (من برافدا). لن نقوم بالرد عليها. يجب التخلص منهم... إننا نشعر بالانزعاج الشديد من عدم وجود أخبار حول خطة لإعادة تنظيم هيئة التحرير... من الضروري للغاية إعادة تنظيمها، لكن الأفضل هو الطرد الكامل لجميع الأعضاء، هذا ضروري جدا». (التشديد من عندي. آ.و)
احتج لينين على الرقابة الممنهجة التي تتعرض لها مقالاته، قائلا:
«لماذا إذن تمنع برافدا بعناد وبشكل منهجي أي ذكر للتصفويين، سواء في مقالاتي أو في مقالات الزملاء الآخرين؟».[5]
كما طالب في رسائل أخرى بإعادة المقالات غير المنشورة، التي اختفى الكثير منها دون أن يترك أثرا. في بعض الأحيان، على ما يبدو، لم يكن لينين يتلقى حتى الصحيفة، وهناك أيضا شكاوى بأنه لم يتقاض أجره: «لماذا لا تدفعون لي المال الذي تدينون لي به؟ إن هذا التأخير يسبب لنا صعوبات كبيرة».[6] وفي النهاية نفد صبر لينين، فكتب في رسالة غاضبة إلى سفيردلوف قائلا:
«من الضروري وضع هيئة تحرير خاصة بنا في Dyen والتخلص من الهيئة الحالية. العمل المنجز في الوقت الحاضر سيء للغاية، إن الدعاية لمواقف زييت (Zeit) البوندية التصفوية وجاغييلو (Jagiello) الذي ليس اشتراكيا ديمقراطيا هو عار مطلق. إن عدم وجود حملة من أجل الوحدة من الأسفل هو أمر غبي ومنحط... هل هؤلاء المحررين بشر؟ إنهم ليسوا بشرا، بل كائنات مشوهة بائسة ومخربون للقضية».[7]
على الرغم من الإشارة إلى Dyen ، فإن هذه الرسالة تتناول في الواقع الوضع داخل هيئة تحرير برافدا في نهاية عام 1912 وبداية عام 1913[8]. وتبين إلى أي مدى تدهورت العلاقات مع لينين في ذلك الوقت. لم تعمل برافدا على تعديل موقفها إلا بعد أن مارس لينين ضغوطا شديدة في كونفرانس كراكوف. وفي أواخر فبراير 1913، كتب لينين، في معرض تعليقه باستحسان على التغييرات التي طرأت على هيئة تحرير برافدا، قائلاً: «لا يمكنكم أن تتخيلوا إلى أي مدى استنزفنا العمل مع هيئة تحرير شديدة العداوة».[9] لكن تدريجيا نجح لينين في تقويم الأمور. وبحلول خريف عام 1913 ، صار بإمكان لينين الكتابة إلى البرافدا لتهنئتها على حملتها لدعم النواب البلاشفة في مجلس الدوما.[10]
>هوامش:
>
1 : Lenin, Collected Works, in Russian, vol. 48, 71.
2 : McKean, St. Petersburg Between the Revolutions, 132.
3 : Krupskaya, Reminiscences of Lenin, 261.
4 : LCW, To the Editorial Board of Pravda, First half of October, 1912, vol. 36, 198, 194, and 195–96.
5 : LCW, To the Editors of Pravda, 1/8/1912, vol. 35, 47.
6 : LCW, To the Editors of Pravda 24/11/1912, vol. 35, 66.
7 : LCW, Letter to Sverdlov, 9/2/1913, vol. 35, 79.
8 : See LCW, vol. 35, 577, note.
9 : LCW, To the Editorial Board of Pravda, vol. 35, 82.
10 : LCW, To the Editorial Board of Za Pravdu, 2–11/11/1913, vol. 35, 115.