بدأ آلان وودز، محرر موقع الدفاع عن الماركسية marxist.com، جولة خطابية في أمريكا اللاتينية مع لقاءات من تنظيم الماركسيين في الأرجنتين وباراغواي والبرازيل. وستستمر الجولة في نوفمبر مع سلسلة من الاجتماعات في مدينة مكسيكو، التي ستكون من تنظيم إستيبان فولكوف (حفيد تروتسكي) ومتحف تروتسكي.
وكانت المحطة الأولى من الجولة هي الأرجنتين حيث مجموعة صغيرة لكن نشيطة من أعضاء التيار الماركسي الأممي الذين يتخذون من روزاريو، ثالث اكبر مدينة في الأرجنتين ومدينة تشي غيفارا، مقرا لهم، بدأت برنامجا طموحا لنشر الكتب الماركسية .
وقد تمكنوا في ما يزيد قليلا عن سنة من أن ينشروا بالفعل قائمة مثيرة للإعجاب من الكتب بما في ذلك البيان الشيوعي والدولة والثورة وكتاب تروتسكي نتائج وتوقعات، وكتاب آلان وودز وتيد غرانت: لينين وتروتسكي: ما هي موقفهما الحقيقية، وكتاب روزا لوكسمبورغ إصلاح أم ثورة وكتاب بيروبراجنسكي الشيوعية واللاسلطوية.
وآخر إصدار لهم هو كتاب آلان وودز البلشفية: الطريق إلى الثورة، والذي قدمه رسميا المؤلف في روزاريو خلال هذه الجولة. وفي العام القادم، ينوون إصدار النسخة الأرجنتينية من السيرة التي كتبها تروتسكي لستالين.
طوال هذه الجولة يرافق آلان وودز الرفيق سيرج غولار، القيادي في الفرع البرازيلي للتيار الماركسي الأممي. وعند وصولهما إلى بوينس إيرس، ذهب آلان مع سيرج للاجتماع مع قادة حركة احتلال المصانع.
لقد حافظ سيرج غولار على علاقات وثيقة جدا مع هؤلاء الرفاق لسنوات عديدة، نتيجة لدوره القيادي في حركة المصانع المحتلة في البرازيل وأيضا في بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية، ولا سيما فنزويلا.
تلقى الرفاق ترحيبا حارا جدا من جانب العمال الذين نظموا على شرفهم Parrillada (الشواء الأرجنتيني التقليدي). حضر هذا الاجتماع 30 من القادة والناشطين من 21 مصنعا محتلا، من بينهم إدواردو فاسكو موروا: المنسق الوطني الشهير من مصنع الصلب (IMPA) الذي يعد أيقونة المصانع المحتلة.
أبدى العمال (الذين ينحدرون جميعا من خلفية بيرونية) اهتماما كبيرا بالأفكار الماركسية، وطلبوا من الرفاق أن يقدموا لهم شرحا للنضالات العمالية في بلدان أخرى. بدأ الرفيق سيرج بتقرير عن الوضع في البرازيل، في حين قدم آلان لمحة موجزة عن الأزمة الرأسمالية العالمية وأثرها على الطبقة العاملة والصراع الطبقي.
وجه سيرج انتقادات حادة للموقف العصبوي الذي يتبناه اليسار الأرجنتيني تجاه العمال البيرونيين، الذين يشكلون غالبية الطبقة العاملة الأرجنتينية. وقد لقيت هذه المواقف ترحيبا كبيرا من قبل العمال الذين أعربوا عن اهتمامهم الشديد بالماركسية.
واجهت اجتماع بوينس آيرس العديد من الصعوبات غير المتوقعة. فقادة المصانع المحتلة، الذين كانوا قد أعربوا عن عزمهم الراسخ على حضور الاجتماع، تم استدعاؤهم إلى عملية احتلال جديدة في مقاطعة بوينس آيرس وكان عليهم أن يقدموا اعتذارهم، كما أن العواصف الممطرة الغزيرة أثرت بشدة على حركة المرور في العاصمة.
وفي النهاية حضر 26 طالبا وعاملا نقاشا مثيرا للاهتمام حول الثورة الروسية، قدم له الرفيق آلان، الذي شرح الأهمية التاريخية لثورة أكتوبر (أعظم حدث في تاريخ البشرية، كما وصفها)، ورد على افتراءات المؤرخين البرجوازيين. أعقب ذلك العرض نقاش حماسي. كما تم بيع العديد من الكتب وغيرها من الأدبيات وخلق عدد من العلاقات.
وفي كل من بوينس آيرس وروزاريو، أجرت العديد من الصحف والبرامج الإذاعية مقابلات صحفية مع آلان، ومن بينها صحيفة Pagina 12، التي تعتبر واحدة من أهم ثلاث صحف وطنية في الأرجنتين.
في اليوم التالي سافر آلان وسيرج بالسيارة إلى روزاريو حيث تم تنظيم اجتماعين. عقد الأول في La Toma، الذي هو سوق ممتاز احتله العمال وحولوه إلى سوق اجتماعية ومطعم عمومي ومقر للمؤتمرات ومكان لاجتماعات اليسار. وأخذت لجنة العمال آلان في جولة داخل المبنى، ثم بدأ الاجتماع وكان الموضوع كما كان في بوينس آيرس وحضره 53 شخصا.
أشار آلان إلى أن ثورة أكتوبر أثبتت عمليا أنه من الممكن تسيير دولة عملاقة مثل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بدون ملاكين عقاريين ولا مصرفيين ولا رأسماليين، والحصول على نتائج ممتازة. وتحول ذلك البلد المتخلف والأمي سابقا إلى اقتصاد صناعي متطور، يمتلك من العلماء أكثر مما كانت تملكه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان مجتمعين.
بعد ذلك، ازدحم العمال حول رواق الكتب وتم بيع الكثير من الأدبيات، بما في ذلك سبع نسخ من كتاب البلشفية. وكان آلان محاطا بأشخاص يطرحون عليه الأسئلة ويطلبون منه التوقيع على الكتب.
وفي اليوم التالي عقد اجتماع آخر في جامعة Universidad de Humanidades وحضره 65 طالبا وأستاذا. وكان موضوع اللقاء هذه المرة هو تقديم الطبعة الأرجنتينية الجديدة لكتاب آلان، البلشفية: الطريق إلى الثورة.
بدأ آلان مداخلته بالقول بأنه لا يوجد شيء في تاريخ الأحزاب السياسية يمكن مقارنته بالتطور العظيم الذي عرفه الحزب البلشفي. ثم انتقل إلى تتبع تاريخ الحزب من بداياته الأولى كحلقات دعاية صغيرة إلى تحوله إلى حزب ثوري جماهيري قادر على قيادة الملايين من العمال والفلاحين للاستيلاء على السلطة.
وكما حدث في بوينس آيرس، وكذلك في الاجتماع السابق الذي عقد في La Toma، كان هناك نقاش حيوي وكثير من الحماس لأفكار التيار الماركسي الأممي. والرفاق في روزاريو مقتنعون بأن هذين الاجتماعين (الذين حضرهما أكثر من مائة شخص في المجموع، وجمهور متنوع) يمثلان نقطة تحول في تطور المنظمة.
بقية وقت آلان في روزاريو استغرق في إجراء مقابلات صحفية مع وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفة El Ciudadano، التي تعتبر الصحيفة الإقليمية الرئيسية.
ربما كان هذا هو الجزء الأكثر أهمية في المرحلة الأولى من جولة آلان في أمريكا اللاتينية. فعندما علم قادة حزب "P-MAS"، الذي هو حزب يساري هام في باراغواي، أن آلان كان قادما إلى البرازيل وجهوا له ولسيرج غولار دعوة للقاء.
لم يمر على تأسيس حزب "P-MAS" سوى حوالي 11 عاما، ويتكون من أغلبية ساحقة من الشباب ويدافع عن راية الشيوعية والأممية، الشيء الذي أدى إلى حدوث اصطدام بينه وبين السياسات والتكتيكات الانتهازية التي يطبقها لوغو وأتباعه.
لفترة من الزمن كان هؤلاء الرفاق يتابعون باهتمام الكتابات السياسية للتيار الماركسي الأممي وموقع marxist.com. كانوا يريدون معرفة المزيد عن أفكارنا، وبالتالي كانوا حريصين على الاستفادة من وجود الرفيق آلان وودز لهذا الغرض. حقق الاجتماع نجاحا كبيرا، حيث توصل الجانبان إلى اتفاق كامل بشأن جميع المسائل الرئيسية.
يوم الجمعة 29 شتنبر، نظم الحزب اجتماعا في الجامعة. تم القيام بالدعاية وكان من المتوقع عقد اجتماع كبير، ثم بدأ التخريب. إذ فجأة، ودون أي تحذير أو تفسير، ألغت سلطات الجامعة الحجز!
قام الرفاق برد فعل سريع وحجزوا قاعة في جامعة أخرى، جامعة خاصة هذه المرة. لكن حبر الاتفاق لم يكن قد جف بعد عندما تم إلغاء الحجز مرة أخرى. وأخيرا تم عقد الاجتماع في مبنى (A) CUT، التي هي واحدة من النقابات الرئيسية في باراغواي.
وبطبيعة الحال كان للارتباك الناجم عن تغييرين مفاجئين في مكان الاجتماع أثر سلبي على عدد الحضور، ولكن على أية حال فشلت محاولة التخريب. سار الاجتماع قدما كما كان مقررا، وحضره أكثر من 60 شخصا، من بينهم الرفيق برناردو روخاس، الرئيس الوطني لنقابة CUT (A) الذي استقبل بحرارة سيرج غولار، الذي يعرفه منذ سنوات.
كان موضوع المناقشة هو أزمة الرأسمالية. وعلى المنصة إلى جانب آلان وسيرج كان القيادي في حزب P-MAS، الرفيق كاميلو سواريز. وكان أول من تكلم هو سيرج الذي تحدث بشكل رئيسي عن آثار الأزمة على البرازيل وفشل القادة الإصلاحيين لحزب العمال في تقديم أي حل.
ثم تدخل آلان الذي أوضح أن الأزمة الحالية ليس لها أي شبيه تاريخي، وأنها ليست أزمة عادية. قال: «سبق للينين أن أشار إلى أنه لا توجد أزمة نهائية للرأسمالية». «وطالما أن الطبقة العاملة لم تطح بها، فإن الرأسمالية سوف تجد دائما وسيلة للخروج من أعمق الأزمات. هذا صحيح بشكل عام. لكنه لا يقدم شيئا ملموسا عن الحالة الراهنة.»
وقال إن: «السؤال الذي يجب طرحه هو كم من الوقت سيستغرق للخروج من هذه الأزمة وبأي ثمن؟». تحسب فايننشال تايمز أن الآمر سيستغرق 20 عاما لحل أزمة اليورو. وخلص إلى أن «هذه وصفة نهائية لاحتداد الصراع الطبقي».
في اليوم التالي، يوم السبت 01 أكتوبر، وعلى الساعة 3:00 مساء، استدعي سيرج وآلان لعقد اجتماع مكون من 43 مناضلا في نقابة عمال الكهرباء SITRANDE، التي تعتبر أكبر نقابة في باراغواي. وكانت قبل أربعة أشهر فقط قد انتخبت قيادة جديدة حصلت على 70 % من الأصوات.
افتتح سيرج اللقاء بخطاب كفاحي جدا، ندد فيه بسياسة التعاون الطبقي، وهو الخطاب الذي استقبله العمال بحماس. وأشار آلان إلى أن النضال النقابي يجب أن يكون مرتبطا بالنضال السياسي لتغيير المجتمع، وهي الرسالة التي فهمها جميع الحاضرين. ترأس الاجتماع الرفيق خورخي، الذي هو نقابي مخضرم وأمين نقابة الصحفيين.
وبعد ذلك كان على آلان وسيرج أن يسرعا لحضور اجتماعهما التالي، الذي كان مقررا في الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم في مقر حزب P-MAS ، حيث تجمع حوالي 70 من كوادر الحزب لمناقشة الثورة الروسية. ومرة أخرى افتتح سيرج غولار اللقاء بخطاب ناري أكد أن فيه أن الثورة الروسية ليست مسألة تاريخية، بل هي ذات أهمية راهنية أساسية للثوريين اليوم، وأشار إلى أن تكتيك الجبهة الموحدة الذي طبقه لينين في عام 1917 هو ما سمح للحزب البلشفي بحسم السلطة في أكتوبر.
وتبع سيرج الرفيق كاميلو سواريز الذي أشار إلى أن الرأسمالية كانت تحتوي على تناقضات غير قابلة للحل هي التي أعدت الطريق للثورة الاشتراكية. وانتقد بشدة فكرة أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات يمكنها أن تحل تلك المشاكل وأكد على ضرورة تعلم دروس الثورة الروسية.
تناول آلان وودز، في كلمته الختامية، مسألة الروبوتات التي أثارها كاميلو وأشار إلى أن كلمة "روبوت" جاءت من الكلمة التشيكية "عبد"، وأنه يمكن في ظل الاقتصاد الاشتراكي المخطط بشكل عقلاني أن تستخدم التطورات التكنولوجية الجديدة مثل الروبوتات لإزالة الطابع العبودي من العمل عن طريق التقليص بشكل كبير من ساعات العمل، وقال:
«كتب أرسطو أن البشرية تبدأ في التفلسف عندما تتوفر احتياجات الحياة. ومن خلال تحرير البشرية من عبودية العمل المأجور يمكننا أن نحقق ما وصفه إنجلز بأنه قفزة البشرية من عهد الضرورة إلى عهد الحرية».
لقد كان اجتماعا ناجحا جدا، بشهادة الجميع. ثم نظم الرفاق Parrillada باراغواينية تقليدية إضافة إلى الموسيقى والأغاني.
يوم 01 أكتوبر، وعلى الساعة 20:30 مساء، كان آلان وودز ضيفا على التلفزيون للمشاركة في مقابلة صحفية. يتمتع ذلك البرنامج بشعبية كبيرة جدا ويقدمه واحد من أفضل مقدمي البرامج التلفزيونية في باراغواي، خلال وقت ذروة المشاهدة مساء الأحد عندما تجتمع الأسر عادة حول التلفزيون.
استدعاء ماركسي ثوري إلى برنامج مثل هذا - خاصة وأنه يبث على الهواء مباشرة-، حدث غير مسبوق في باراغواي، حيث يسيطر اليمين على الحكومة. يبدو ذلك تقريبا مثل قيام الرومان برمي المسيحيين إلى الأسود للترفيه عن العامة.
إذا كانت تلك هي فكرة منظمي البرنامج، فإن الأمور لم تذهب مثلما خططوا لها. لقد كان مقدم البرنامج، لويس باريرو، نزيها بل ولطيفا كذلك. إلا أنه كان من الواضح أنه فوجئ، بل أعجب، بالإجابات على أسئلته. بدأ بطرح سؤال عما إذا كانت أفكار ماركس ما تزال ذات راهنية، وهو ما رد عليه آلان بإحالته إلى البيان الشيوعي الذي قال عنه ("إنه أكثر المؤلفات راهنية").
لكن ماذا عن ديكتاتورية البروليتاريا، قال لويس. أشار ألان إلى أن كلمة "ديكتاتورية" في عصر ماركس لم يكن لها نفس الدلالات التي لديها اليوم، حيث صارت ترتبط بأسماء هتلر وموسوليني وستالين وفرانكو. كان نموذج ماركس هو كومونة باريس وهو النموذج "البعيد جدا عن فكرة النظام الشمولي!"
وقال لويس: "هل هناك أي بلد اليوم يمكن أن نطلق عليه اسم نظام ماركسي؟"
رد آلان: "يمكنني الرد عن هذا السؤال باختصار شديد: لا يوجد أي نظام كذلك".
قال لويس: "وكوريا الشمالية؟"
رد آلان: "إنها نظام ستاليني ديكتاتوري ليس له أي علاقة مع النظام الديمقراطي الذي شيده البلاشفة".
قال لويس: "والصين؟"
رد آلان: "إنها الآن بلد رأسمالي يتعرض فيه العمال لاستغلال وحشي كما في أيام ماركس وتشارلز ديكنز".
ثم تحول المقدم إلى السؤال عن المنظمة الإرهابية التي تعمل في باراغواي تحت اسم حزب الشعب البراغواياني (EPP)، وقال: "أليست لها علاقة مع الماركسية؟"
رد آلان: "لا علاقة لها على الإطلاق. لقد ظهرت الماركسية الروسية في خضم النضال الحازم ضد الإرهاب الفردي. غير أن اعتراضي على الإرهاب الفردي لا علاقة له بالنزعة العاطفية أو الأخلاقوية. أنا لست من دعاة السلام. إن اعتراضي على هذه الأساليب يعود ببساطة إلى أنها لا تصلح وتؤدي إلى نتائج عكسية. وفي أمريكا اللاتينية كانت كارثية، مع مقتل حوالي 100.000 شخص وأدت فقط إلى ديكتاتوريات عسكرية وحشية".
"وفنزويلا؟"
رد آلان: "إنها تعطي الدليل على أنه لا يمكنك أن تقوم بنصف ثورة. فإما أن ندمر قوة الأوليغارشية أو أنها سوف تدمرنا. والآن هناك خطر حقيقي بإمكانية حدوث ذلك. نحن بطبيعة الحال سوف ندافع عن الثورة البوليفارية ضد الثورة المضادة، لكن هذا لا يعني أننا نتفق مع سياسات حكومة مادورو التي أدت إلى الوضع الحالي ...
وعن سؤال: "كيف ستدمرون سلطة الأوليغارشية؟ هل تريدون تأميم كل شيء؟ "
رد آلان: "كلا، هل أبدو لك كمتطرف؟ أنا أعتبر نفسي شخصا معتدلا جدا. وأريد تأميم ثلاثة أشياء صغيرة فقط".
سؤال: "ما هي؟"
رد آلان: "الأرض والبنوك والاحتكارات الكبيرة. وهذا كاف للتخطيط للاقتصاد".
قال المقدم: "وتريد أن يحصل الجميع على نفس الدخل؟"
رد آلان: "كلا. سوف يكون هناك فرق بين العمال غير المهرة والعمال المهرة مثل الأطباء والعلماء والمهندسين وما إلى ذلك، لكن ما لا يمكن التسامح معه هو وضع يتمتع فيه واحد في المائة من سكان العالم بثروة أكبر مما يمتلكه نصف سكان العالم الأكثر فقرا. وعلاوة على ذلك، فإن هؤلاء الواحد في المائة الذين يمتلكون وسائل الإنتاج لا يقومون بأي دور في الإنتاج على الإطلاق".
قال المقدم: "ووسائل الإعلام؟"
أشار آلان إلى أن وسائل الإعلام في كل مكان يملكها ويسيطر عليها الأغنياء والأقوياء، وأنه من الضروري أن تنتزع تلك السلطة من أيديهم وتعطى حرية الوصول إلى وسائل الاتصال لجميع الأحزاب والنقابات وفقا لحجم الدعم الحقيقي الذي يتمتعون به في المجتمع.
وأضاف "دعني أقول فقط إنني أؤيد دمقرطة وسائل الإعلام".
آنذاك صار من الواضح أن المقدم لم يعد يجد الأسئلة "الصعبة". غير أنه كانت قد مضت بالفعل استراحتان للإشهار وكان البرنامج يقترب من نهايته. ولكي نكون منصفين فإن المحاور لم يكن معاديا أبدا، بل وبدا في نهاية الأمر مهتما حقا بما قاله آلان.
وقبل وقفة الإشهار الأخيرة أعلن عن عدد من المواضيع الأخرى التي كان ينوي طرحها على آلان، بما في ذلك مسألة النوع الاجتماعي، والتي يبدو أنها استخدمت من قبل اليمين لتشويه سمعة اليسار في باراغواي.
ثم جاءت المفاجأة الأخيرة.
طيلة وقت البرنامج كان المسكين لويس يتلقى مكالمات عبر سماعته، والتي لا يمكننا أن نعرف محتواها بالتدقيق، لكن يمكننا أن نخمن مضمونها إلى هذا الحد أو ذاك. كان من الواضح أن تصريح آلان بخصوص ملكية وسائل الإعلام كانت القشة الأخيرة، وقرر أصحاب القناة سحب القابس عن برنامج تجاوز أصلا كل الحدود المسموح بها.
بعد إشارة سريعة إلى مسألة النوع (حيث قال آلان إنه يدافع عن تحرر النساء لكنه يعارض النظريات التي تؤدي إلى الانقسام على أسس جنسية) تم قطع المقابلة فجأة، وشكر المقدم آلان على الحضور وأعلن نهاية المقابلة .
كان ذلك أكثر مما يمكن لحرية الصحافة في باراغواي (أو في أي مكان آخر) أن تتحمله.
وستكون المحطة التالية لجولة آلان هي البرازيل، حيث سيقدم الترجمة البرتغالية الجديدة لكتاب تروتسكي عن ستالين في سلسلة من الاجتماعات العامة في ساو باولو وبورتو أليغري وفلوريانوبوليس وريو دي جانيرو.
سنعمل على نشر تقارير عن هذه الأنشطة خلال الأسبوع المقبل.