على مدى الأيام القليلة الماضية، رفض عمال الموانئ الأعضاء في اتحاد نقابات عمال النقل في جنوب إفريقيا (SATAWU) في مدينة ديربان الساحلية التعامل مع شحنة من سفينة إسرائيلية، احتجاجاً على قصف إسرائيل لقطاع غزة المحاصر خلال الأسابيع القليلة الماضية. في هذه الأثناء لا تزال السفينة ترقد في ميناء مدينة ديربان في انتظار تفريغ البضائع.
[Source]
جاء هذا التحرك من قبل عمال الموانئ بعد دعوة من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين (PGFTU) للعمال والنقابات لرفض تفريغ البضائع الإسرائيلية من الموانئ والمطارات.
عندما وصلت الأخبار الأسبوع الماضي أن سفينة زيم شنغهاي (Zim Shanghai)، المملوك لشركة “Zim Integrated Shipping” المملوكة للدولة الإسرائيلية، على وشك دخول ميناء ديربان، طالب اتحاد نقابات عمال النقل في جنوب إفريقيا (SATAWU)، شركة ترانسنيت (Transnet) المسؤولة عن الموانئ برفض دخول السفينة ورسوها على أرصفة الميناء.
وأبلغت الاتحاد أن أعضائه لن يتعاملوا مع الشحنة، وأنه يخطط لتنظيم اعتصام يوم الجمعة الماضي تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
العمال يحاربون مناورات الرؤساء
بعد إبلاغ الاتحاد للحكومة بشأن الاحتجاج المخطط له، قامت سلطات الميناء بمناورة لتغيير الجدول الزمني حتى يمكن تفريغ السفينة مساء الأربعاء. كان من الواضح أن هذا كان يهدف إلى تقويض خطوة الاتحاد.
عمال الموانئ اشتعلوا غضباً عندما اتضح ما يرتب له. أصدر الاتحاد بياناً قوياً قال فيه، إن أعضائه سيتوقفون عن التعامل مع البضائع المتجهة من وإلى إسرائيل عبر موانئ جنوب إفريقيا:
«بصفته مدرسة للنضال الطبقي، في صناعة النقل، يدعو اتحاد نقابات عمال النقل في جنوب إفريقيا (SATAWU) أعضائه إلى تنظيم مقاطعة ضد شركات الشحن هذه، والمشاركة في اعتصامات وقت الغداء، لإظهار التضامن مع المقهورين والمضطهدين».
وقد أفرد البيان أوجه التشابه بين النضال الفلسطيني والنضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
«يجب أن تقابل أعمال الفصل العنصري الإسرائيلي بمقاومة وإدانة متساوية لمثل التي كانت جزءاً لا يتجزأ من الحركة المناهضة للفصل العنصري في العالم…
لأن التاريخ يميل إلى تكرار نفسه، فإن اتحاد نقابات عمال النقل في جنوب إفريقيا (SATAWU) سيدعم دائماً أي شكل من أشكال النضال الذي يهدف إلى تحرير الطبقة العاملة من قيود الاستعمار، متخفية على أنها نمط الإنتاج الرأسمالي. وأخيراً، فإن تحرير الشعب الفلسطيني هو تحرير للأمة الأفريقية».
يوم الجمعة، تظاهر مئات المتظاهرين من مختلف النقابات العمالية، بما في ذلك الاتحادان النقابيان الكبيران، مؤتمر نقابات عمال جنوب إفريقيا (COSATU) واتحاد نقابات عمال جنوب إفريقيا (SAFTU)، في ساحة مدينة ديربان تضامناً مع العمال الذين قاطعوا تفريغ السفينة.
قال موسى موتسوي، السكرتير الإقليمي لاتحاد نقابات عمال جنوب إفريقيا (SAFTU): «نحن هنا لنخبر الحكومة الإقليمية أن تضع أموالها في مكانها الصحيح. لا يمكننا الاستمرار في استقبال البضائع والشحنات من إسرائيل. نحن هنا لنقول أنهم إذا استمروا، فسنطلب من أعضائنا رفض كل ما يأتي من هذا الجانب».
وأدان السكرتير الإقليمي لمؤتمر نقابات عمال جنوب إفريقيا (COSATU)، إدوين مخيزي، شركة ترانسنيت (Transnet) المسؤولة عن الموانئ وحكومة جنوب إفريقيا لسماحهم للسفينة بدخول الميناء. وقال إنه لا يكفي أن تصدر حكومة جنوب إفريقيا بيانات الإدانة ببساطة. بدلاً من ذلك، نريد اتخاذ إجراءات عملية. وقال إن التعامل مع سفينة زيم شنغهاي (Zim Shanghai) إهانة لا ينبغي السماح بها على الإطلاق. وطالبوا جنوب إفريقيا بعدم السماح بإدخال البضائع الإسرائيلية.
«نحن نعلم ما يحدث في فلسطين، حيث يتم قتل النساء والأطفال بوحشية وتشريدهم من أرضهم. يجب أن ينتهي هذا. نحن بحاجة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية. فلتكن فلسطين حرة».
وجاءت دعوة اتحاد نقابات عمال النقل في جنوب إفريقيا (SATAWU) في أعقاب دعوة مماثلة أطلقها اتحاد نقابات عمال جنوب إفريقيا (SAFTU) في وقت سابق من هذا الشهر، والتي دعت أيضاً عمال جنوب إفريقيا إلى التوقف عن التعامل مع البضائع المستوردة من إسرائيل أو المصدرة إليها.
تضامن!
عمال الموانئ في مدينة ديربان لديهم تقاليد ثورية، وقد اتخذوا هذا النوع من العمل التضامني من قبل. في فبراير 2009، رفضوا أيضاً تفريغ البضائع الإسرائيلية تضامناً مع الفلسطينيين خلال حملة القصف 2008-2009 على غزة.
في عام 2008، منع عمال الموانئ في ديربان سفينة آن يوي جيانغ (An Yue Jiang)، السفينة الصينية سيئة السمعة المليئة بالأسلحة والذخيرة، من الوصول إلى زيمبابوي.
دعا حينها العمال اتحاد النقل الدولي (ITF) والنقابات المنظمة في موزمبيق وأنغولا إلى اتباع نهجهم، وفي النهاية تم إبعاد السفينة عن القارة من قبل العمال، وأخيراً أبحرت مجبرة إلى الصين مجدداً.
العمل الذي يقوم به عمال الموانئ في ديربان يعتبر من أفضل تقاليد التضامن الأممي للطبقة العاملة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، اتحدت حركة عالمية وحشدت الملايين من الناس للوقوف ضد القمع الوحشي الذي تمارسه الدولة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. يجب البناء على هذه التحركات ونشرها في جميع أنحاء الحركة العمالية الأممية.